الاثنين، 23 أبريل 2012

قطـــــآر



عوده سريعه للـ تدوين 
فى محاوله للـ هروب من عــآلَم الوحدهـ والفَزَع 
وحــآلة عدم الأستقرا التى أعيشهــآ منذ الأمس
يوم من بدآيته لآ يوحى بـ الأستقرآر
كانت بدآيه غير طبيعيه بالمره 

المشهد كالآتى ...
يوم السبت 21 أبريل 2012
رجعت البيت الصبح بعد ليلة شغل مرهقه
مفيش نوم من قبلها بـ 3 أيام
 بسبب شغل مرهق 24 ساعه فى اليوم
زى ما يكون الناس مش بيحلى ليها الجواز
غير لما اكون فى البيت
سلمت على أبويا و أمى ودخلت جهزت شنط السفر 
معآد القطر الساعه 5 ونص
بعد شوية خناقات فى البيت 
أخدت الشنط ونزلت الساعه 3 وقولتلهم مسافر
مكالمه تليفونيه قصيره مع كيمو ( أحمد كمال - صديق الدراسه )
كيمو : أيوه يا حلمى
أنا : أيوه يا كيمو معاد القطر الساعه كام ؟
كيمو : 5 ونص هيكون فى المحطه وهيطلع 6 الا ربع
أنا : طيب تمام نتقابل 5 فى المحطه و بوب ( أحمد بشير - صديق الدراسه ) هيقابلنا هناك
كيمو : تمام أشطه نتقابل 5 .. سلام
أنا : سلام
انتهت المكالمه و لسه فاضل ساعتين على معاد المقابله
كافيه حلو على الطريق قريب من البيت قعدت فيه للساعه 4 ونص
تاكسى كويس وصلنى للمحطه بالرغم من رغى السواق وسبُّه للعيشه واللى عايشينها 
ورد الفعل الطبيعى لاى واحد مش فايق للرغى " آه طبعا "
بعد ربع ساعه معاناه من صداع السواق وصلت المحطه
مكامله تانيه لـ ( كيمو ) اسرع من الاولى
انا : ايوه يابنى انا فى المحطه قدام شباك التذاكر انت فين ؟
كيمو : احنا جايين اهه انا وبوب دقيقه وهنكون قدامك احنا حجزنالك ماتحجزش
انا : ماشى ماتتأخروش بس .. سلآم
كيمو : سلآم
قعدنا فى المحطه نص ساعه مستنيين القطر
وجه القطر وركبنا احنا التلاته 

طبعا القطر زحمه واحنا واقفين 
وانسب مكان لـ 3 شباب بيدخنوا هو جنب الباب
فضلنا واقفين جنب الباب نتكلم ونفتكر ايام الدراسه من سنه اولى ونضحك
وطبعا بما انى عاشق للتصوير ومجنون بطبيعتى
اول حاجه عملتها طلعت الكاميرا من الشنطه
 وفضلت اصور كل حاجه قدامى من باب القطر 
وصور تذكاريه لكل واحد فيهم مع ناس غريبه مانعرفهاش 
وصلنا القاهره والقطر بقى فاضى طبعا لان معظم المسافرين كانوا نازلين محظة رمسيس
الحمد لله لقينا اماكن كتير فاضيه نقعد فيها ونرتاح
كل واحد قعد على كرسى مع نفسه وسماعاته فى ودانه وبيسمع حاجه تسليه طول الطريق
بالنسبه ليا كنت بسمع اغنيه " محمد عدويه - مين فينا مش عارف انه فى يوم هيموت "
كيمو بيسمع " Tiesto " و بشير بيسمع " ورده - بتونس بيك "
هدوء تام فى عربة القطار اللى احنا فيها
الى ان وصلنا لـ " بنى سويف - الواسطى " دى محطه فى بنى سويف
قومنا احنا التلاته من اماكنا فى نفس الوقت ووقفنا عند باب العربيه اللى احنا فيها
وكل واحد فينا ولع سيجاره وبنتكلم ونهزر

وفجأه بدون أى مقدمات حاله من الضحك الهستيرى جت لينا احنا التلاته وغير معروف اسبابها
مصاحب ليها حاله من الجنان التام و الافعال اللااراديه الجنونيه زى الطلوع بره باب القطر وواحد تانى طالع من الشباك بـ نص جسمه وبيصور اللى على الباب والعكس
وبما ان دماغ المصورين غريبه شويه كان فى لقطه عايز اصورها بأى طريقه لو هموت فيها

أصور عجل القطر وهو ماشى
دى كانت لقطه مستحيله والقطر ماشى وانا جوه القطر
علشان اصورها لازم يبقى جسمى كله بره القطر وراسى تحت وجسمى فوق
والحمد لله اتصورت الصوره بس كانت مهزوزه ومانفعتش بعد كميه المخاطره المغامره اللى حصلت علشان الصوره دى
الغريب فى الوقت ده انى كنت عايز انزل تانى واصورها تانى علشان ارضى نفسى
ودى حاجه طبيعيه عند اى واحد مصور ومرتبط ارتباط كلى بالتصوير
انه يبقى عنده سِنة غرور جواه يحب يرضيها فى اى صوره ماعرفش يصورها
بس طبعا بما انها كانت لحظة تهور بالنسبه ليهم وللناس اللى قاعدين فى القطر 
وانهم بعدها شافونى مش طبيعى ومجنون ماكررتهاش
بس فى نفس الوقت فضل الجنون موجود فينا احنا التلاته 
لدرجة وصلت بينا اننا بنرمى جسمنا كله بره باب القطر
وماسكين فى الحديد اللى على جنب الباب ونتصور 
عدت لحظات الجنون دى وهدينا شويه ووقفنا شويه نتفرج على الصور اللى اتصورناها ونضحك على نفسنا
تعبنا شويه وقعدنا على الارض جنب الباب بالرغم من ان تقريبا العربيه كلها فاضيه
طريق القطر بيعدى فى الصحرا من وسط جبل صغير 
عجبنى شكل الجبل وفضلت اصور صور متتابعه للجبل واحنا ماشيين 
فى اللحظه دى كنت انا عند باب لوحدى و كيمو وبوب عند الباب اللى قصادى
قعدوا الاتنين على الباب وطلعوا رجليهم برا الباب على سلم القطر ( كأنهم على حمام سباحه ورجليهم فى الميه )
بوب : ماتصورنا واحنا قاعدين كده من ضهرنا يا حلمى
انا : طب استنى اظبط الكاميرا
فى أقل من الثانيه حصلت كل حاجه
بشير واقف مكانه ومش قادر يتنفس
كيمو ايه ماسكه فى الحديده اللى على الباب وراسه هى اللى باينه
وصوت صرخه عاليه من كيمو ( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه )
بسبب حاجه عندى اسمها " Adrenaline Flow " 
بتسببلى سرعه عاليه فى رد الفعل وقت الصدمه 
كان رد الفعل التلقائى انى جريت على باب القطر وخلاص هنط من الباب علشان الحق كيمو
شخص غريب معرفش عنه حاجه جرى عليا 
بعد وصول رجلى اليمين للهوا بره القطر و وقعنى على الارض جوه القطر
فى اقل من جزئ من الثانيه كنت واقف تانى على الباب
 والشخص الغريب ماسكنى وبـ أبص على كيمو وبـ أنده عليه بصوت انا مش سامعه
مشهد كيمو بره القطر بعد ماوقع
رجله اللى بره القطر خبطت فى رصيف محطه القطر مش بيقف فيها وكان القطر ماشى فيها بسرعه عاليه
لولا ستر ربنا انه وقع على الرصيف بعيد عن القطر بمسافه لا تزيد عن 5 سنتيمتر
وبيتشقلب على جنبه فى اتجاه حركة القطر
قدر يوقف نفسه عن الشقلبه وقدر يسند نفسه على جنبه اليمين وشاور بايده لـ فوق

اتطمنا انه لسه عآيش وحمدنا ربنا وسجدنا فى القطر لله انه لسه عايش وبعيد عن القطر
اختفى كيمو فى الضلمه والقطر ماشى بسرعه ومحاولات مستميته غير مجديه علشان نوقف القطر وننزل و نرجع ليه
فاتت ربع ساعه كانها ربع قرن على ما وصلنا محطة الفيوم
طول الطريق بنتصل بـ كيمو ومش بيرد
واخيرا بعد عذاب مع ضميرنا احنا الاتنين ( أنا و بوب ) اننا سبناه ومانزلناش وراه 

سمعنا صوته فى التليفون واتطمنا ان فى معاه حد وانه كويس
كل اللى كان مسموع من المكالمه ( اتطمن انت كويس انت كويس الاسعاف فى الطريق وهتوديك المستشفى العام فى الفيوم )

فى لحظات كنا راكبين تاكسى بالشنط كلها وفى طريقنا للمستشفى العام فى الفيوم
أصعب ساعه فى حياتى كلها ساعة انتظار سيارة الاسعاف اللى جايباه للمستشفى
5 حالات فى الاسعاف دخلوا المستشفى فى خلال الساعه دى ومع كل مره نجرى على الحاله علشان نشوف هو ولا مش هو
الساعه دى كانت بدايتها الساعه 10 بالظبط فى المستشفى العام
غير مدركين اى شئ من اللى حصل وسكوت تام منى ومن بشير و اتقلبنا احنا الاتنين مدخنة سجاير 
لدرجة ان كل واحد فينا كان معاه علبه شبه كامله خلصت فى الساعه دى
وفى نفس الوقت مفيش واحد فينا مصدق اى حاجه من اللى بتحصل لدرجة اننا بقينا نقول لبعض " هو ايه اللى حصل من شويه - كيمو فين ؟؟ - كيمو وقع من القطر " كل ده بـ عدم درايه بـ أى كلمه خارجه من كل واحد فينا من الصدمه
لا عارفين نتصل بـ حد ولا قادرين نتكلم مع حد
مع سماع صوت الاسعاف خارج المستشفى جرينا على العربيه 
وفتحنا الباب قبل ماتقف ونطينا فيها من غير مانسال مين اللى جوه
وكان المصاب " كيمو " ..
حالة تانيه من الصدمه فوق الصدمه وسكوت فوق السكوت مصاحبه لـ دموع صامته منى ومن بشير أول ما شوفناه على سرير الاسعاف ورجله شبه مش شايفينها من كمية الدم اللى عليها وراسه المتغطيه بالدم و المثبته فى السرير بـ سنادات جانبيه ورعشه قويه فى جسمه 
نزلناه من الاسعاف وجرينا بيه جوه المستشفى
وهنا اكتشفنا فعلا ان بلدنا ضايعه واننا خلاص هنودع اعز صاحب لينا فى اللحظات اللى جايه علينا

بعد ربع ساعه جرى يمين وشمال وفى كل الاتجاهات فى البحث عن الدكتور غير معروف الاسم وغير معروف التخصص للكشف عن الحاله الطارئه الموجوده
جرينا على مكان عربيات الاسعاف وفى اقل من دقيقه كنا جايبين عربية اسعاف تنقلنا مستشفى الزهراء الخاصه
قبلها كنا قدرنا نستجمع نسفنا شويه وقدرنا نكلم اتنين من اصحابنا يجولنا المستشفى 
وكان موجود شاب فى العشرين ( ربنا يكرمه ويصلح احواله ويجازيه خير على كل دقيقه وقفها معانا ) 
الشاب ده مفيش حد فينا يعرف اسمه ولا يعرف عنه حاجه
غير انه كان موجود على الرصيف اللى وقع عليه كيمو وجه معاه فى الاسعاف
 وفضل معانا بعد مانقلناه مستشفى الزهراء للساعه 1 بعد نص الليل تقريبا
بعد تحاليل وفحوصات و آشعه الحمد لله اتطمنا انه سليم كليا ماعدا شرخ بسيط فى الرجل اليمين من عند مفصل القدم
الدكتور عمل اللازم ودفعنا مصاريف المستشفى وخرجنا الساعه 3 الفجر من المستشفى على مرتين فى تاكسيين
وصلنا شقة بشير فى حى الجامعه واحنا مش مصدقين حاجه من اللى حصلت
صلينا كلنا ركعتين شكر لله انه طلع سليم وقعدنا نضحك شويه وفرحانين اننا وصلنا
خلال تواجدنا فى المستشفى حصلت معايا حاجه مبقيتش عارف اتصرف فيها ولا عارف اعمل اى حاجه
والدته بتتصل بيه ومش عارفه اصلا ان ابنها وقع من القطر وتليفونه معايا ولازم ارد اطمنها
اول مره رديت وكدبت عليها قولتلها هو فى المدينه ونسى الموبايل معايا 
تانى مره كدبت تانى وقولتلها انا فى الطريق رايحله المدينه بس هتاخر شويه
تالت مره ماقدرتش ارد عليها
دخلت عليه فى الاوضه اللى هو فيها وقولتله رد على مامتك وعرفها
قالى عرفها انت وقولها قولتله لا قولها انت انا مش قادر اتكلم
اخد التليفون ورد عليها وقالها انه عمل حادثه
وخلص المكالمه واخدت التليفون تانى بعد ما كان فصل شحن ومامته كانت اخدت رقمى 
تليفونى بيرن بأرقام غريبه و انا مش برد 
وفى الاخر رديت
صوت ام خايفه ومرعوبه على ابنها وبتحلفنى انى اقولها ايه اللى حصل

حالتى اول ما سمعت صوت والدته : صدمه فوق مجموعة الصدمات اللى فى الاول - عدم قدره على التفكير - دقات قلب متسارعه جدا - فقدان القدره على النطق - رعشه قويه فى ايدى - دموع ابن سامع صوت امه اللى هتموت من الرعب على أخوه - وشويه حاجات تانيه كده
بعد دقيقه من كل ده قدرت استجمع نفسى واتكلم
طمنتها انه كويس بدون الدخول فى تفاصيل اللى حصل وانه مفيهوش اى حاجه غير شرخ بسيط فى رجله وشوية كدمات بسيطه وانه هيكون فى البيت انهارده 
فى كل مره اسمع صوتها واسمع نبرة الرعب واحس الدموع اللى نازله منها عليه اتجمد ومعرفش انطق ولا اتحرك 
انتهت المكالمه ووصلنا الشقه وقعدنا نضحك
الكل ناموا بعد صلاة الفجر جماعه فى الشقه ( 6 أشخاص بحساب كيمو المصاب )
المشكله عندى
مع كل غمضة عين المشهد بيتكرر 
مع غمضة العين اللى بعدها المشهد بيتكرر تانى بس فى حالة حدوث الاسواء
فضلت كده للصبح من غير نوم
4 ايام متواصله بدون اى دقيقة نوم منها 3 أيام شغل وارهاق تام للجسم ويوم حادثه 
الغريب انى حتى اللحظه اللى بكتب فيها الكلام ده لسه فى حالة الصدمه ومش قادر استوعب اى حاجه من اللى حصلت ومش قادر اغمض عينى دقيقه واحده
بالرغم من انى اتطمنت عليه وانه سليم ووصل بيتهم فى طنطا تانى بعد ما والده جه اخده وكلمنى وطمنى انه فى البيت
احساس بالذنب انى مانطيتش وراه علشان ابقى معاه فى المكان اللى وقع فيه وانه كان ممكن يبقى لوحده فى المكان ده وكنا مش هنقدر نوصله
احساس بالندم لاول مره فى حياتى على لحظات الجنون والطيش اللى عيشناها فى اليوم ده
ألم نفسى داخلى مش عارف سببه ايه
لخبطه فى التفكير وعدم القدره على الكلام مع اى حد فى اللى حصل علشان كده كتبته هنا رغم انى عارف ان مفيش حد هيقراه ولا هيبصله تقريبا بس حبيت اخرج اللى جوايا مع نفسى
احساس فظيع بالوحده اللى عايش فيها دايما بالرغم من وجودى وسط ناس كتير بس مفيش حد عارف يوصل لحاجه من اللى جوايا علشان يبقى معايا